أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم في بيان رسمي، أمس الأحد، عن إقالة المدير الفني لمنتخب "نسور قرطاج" منذر الكبير من مهامه، وتعيين المدرب المساعد جلال القادري خلفا له، وذلك بعد ساعات قليلة من مغادرة بطولة كأس أمم أفريقيا.

وأفادت بعض المصادر بأن قرار إقالة الكبيّر الذي قاد المنتخب خلال آخر 3 مواسم، كان جاهزاً على طاولة الجهاز الإداري للمنتخب الوطني التونسي بعد الفوز على نيجيريا في ثمن النهائي، إذ قرّر حينها رئيس الجامعة وديع الجريء تعيين القادري خلفا للكبيّر، لكن مع تأجيل الإعلان عن القرار إلى ما بعد نهاية بطولة أمم أفريقيا.

صحيح أن الهزيمة المفاجئة ضد بوركينا فاسو في الدور ربع النهائي للمسابقة عجّلت برحيل الكبيّر، لكن نية الجامعة في التبديل لم تكن وليدة اللحظة، وإنما تعود إلى ما بعد الخسارة أمام الجزائر في الدور النهائي من بطولة كأس العرب لكرة القدم فيفا قطر 2021، فبالإضافة إلى النتائج السيئة في الفترة الأخيرة، فإن طريقة توظيف اللاعبين والاختيارات الفنية كانت من الأسباب المباشرة لاتخاذ هذا القرار.

وتفيد كواليس المنتخب التونسي بأنّ علاقة الكبيّر مع بعض المسؤولين في الجهاز الإداري لم تكن على أحسن ما يرام، إذ أصبح هذا المدرب في أغلب الفترات لا يثق في الأعضاء المحيطين به، ما صنع بعض الاضطراب في أجواء العمل داخل الجهاز الفني، بل كان المشرف الأول عن المنتخب حسين جنيح أشد المعارضين لفكرة بقاء المدرب، وهو الذي يعد أكثر أعضاء الجامعة قرباً من وديع الجريء.

ويشار إلى أن المدرب الجديد للمنتخب جلال القادري انضمّ إلى الإطار الفني لنسور قرطاج في منتصف العام الماضي، بعدما خسر المنتخب التونسي المباراة الودية ضد المنتخب الجزائري، ليكون المساعد الثاني إلى جانب عادل السليمي الذي انسحب من العمل قبل بداية التحضيرات لكأس أفريقيا.

وبرز القادري في إدارة المنتخب خلال مباراة تونس ونيجيريا في ثمن النهائي من كأس أفريقيا، في غياب الكبير الذي كان مصاباً بفيروس كورونا، وكسب تعامله مع المباراة تعاطفاً كبيراً من قبل الجماهير بعدما ظهرت بصمته على اللقاء.

ولم يسبق للقادري أن درّب الأندية القوية في تونس، ولكنه عمل مساعداً للمدرب نبيل معلول منذ سنوات على رأس المنتخب التونسي في تصفيات كأس العالم 2014، كما يملك تجربة كبيرة في تونس إضافة إلى عمله في دوريات عربية مختلفة.