عقب مطالبة عدد من البرلمانيين بضرورة عقد جلسة عامة للبرلمان، واستجابة لدعوة رئيس مجلس النواب راشد الغنوشي، ينعقد مكتب البرلمان اليوم الاثنين، للنظر في جدول أعمال المجلس في الفترة القادمة. وسيتوجه المكتب خلال جلسة اليوم نحو إقرار يوم الأربعاء 30 مارس الجاري لعقد جلسة عامة للنظر في كيفية إنهاء الإجراءات الاستثنائية.

ويضمّ مكتب المجلس إضافة إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي ونائبيه سميرة الشواشي وطارق الفتيتي، 10 أعضاء يمثلون مختلف الكتل النيابية، ويتخذ قراراته بأغلبية الحاضرين، وهم عبد اللطيف العلوي وسامية عبو ومبروك كورشيد وسفيان طوبال وجميلة دبش الكسيكسي وخالد الكريشي وماهر المذيوب وحافظ الزواري ونوفل الجمالي وعبير موسي.

واجتماع مكتب مجلس نواب الشعب هذا اليوم هو الثاني بعد إقرار سعيد للإجراءات الاستثنائية يوم 25 جويلية 2021، حيث عقد مكتب المجلس بتاريخ 26 جويلية 2021 على الساعة الحادية عشرة صباحا، وأقر المكتب رفضه المطلق للقرارات اللادستورية التي اعلنها سعيد واعتبرها خرقا جسيما للدستور ومهددة للسلم الأهلي وقيم الجمهورية ومبادئ الثورة التونسية، وأعلن المجلس عن بقاءه في حالة انعقاد دائم.

المطالبة بجلسة عامة

وطالب عدد من البرلمانيين، في بيان لهم، الجمعة، بضرورة عقد جلسة عامة للبرلمان. وقال النواب (27 من أصل 217) في بيانهم، إنه و"بعد 8 أشهر من الإجراءات الاستثنائية تأكد الانحراف بكل ما تم الإعلان عنه ولم يتم تحقيق أي شيء، حتى أن الدولة باتت في حالة تعثر وانسداد".

كما ندد البرلمانيون في بيانهم بما اعتبروه "استحواذ الرئيس سعيد بكل السلطات والحكم الفردي". وقالوا إن "الرئيس سعيد فشل في تحقيق ما وعد به من إصلاحات ومحاربة الفساد حتى إن الأزمة تعمقت اقتصاديا واجتماعيا"، واستنكروا بشدة تسخيره لكل أجهزة الدولة للدعاية لمشروعه السياسي وفرضه على الجميع، بحسب البيان.

وطالب الممضون في البيان جميع نواب البرلمان إلى "تحمل المسؤولية التاريخية للمساهمة في إيجاد مخرج من الأزمة وعقد جلسة عامة تشاورية للنقاش وإيجاد الحلول الدستورية الممكنة لوضع حد للإجراءات الاستثنائية". ودعا النواب إلى "ضرورة إجراء حوار وطني وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة".

تعليق سعيد

وعلّق الرئيس قيس سعيد على مطالب عقد جلسة عامة للبرلمان بالقول: "من يريد أن يجتمع فليجتمع في المركبة الفضائية في السماء لأن المجلس مجمد.. وأي قرار سيتم اتخاذه فهو خارج الفضاء والتاريخ والجغرافيا".

وأضاف سعيد خلال لقائه، برئيسة الحكومة نجلاء بودن أن "من يحلم بالعودة للوراء فهو واهم، لن تتحقق أضغاث أحلامه".

ومنذ 25 جويلية الماضي، تعرف تونس أزمة سياسية، حيث جمد الرئيس البرلمان ورفع الحصانة عن النواب وعلق أغلب فصول الدستور وأغلق هيئات دستورية وهو ما اعتبرته كبرى الأحزاب والشخصيات الوطنية الحقوقية والدستورية انقلابا على الدستور وعلى الشرعية وترسيخا للحكم الفردي.