post

سفير وطلبة إندونيسيا يتعهّدون بصيانة وتنظيف محيط قبر العلامة محمد الفاضل بن عاشور

منوعات السبت 23 أفريل 2022

في غياب تام للسلط التونسية، تولّى سفير إندونيسيا في تونس مع عدد من الطلبة الإندونيسيين في جامعة الزيتونة بصيانة قبر العلامة محمد الفاضل بن عاشور وتنظيف محيطه.

وتداول أمس الجمعة، عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك صورا لمجموعة من الطلبة الإندونيسيين يتقدمهم سفير بلدهم في تونس وهم بصدد تنظيف محيط قبر العلامة الشيخ التونسي محمد فاضل بن عاشور.

وأثارت هذه الصور العديد من التعليقات الساخرة من قبل النشطاء حيث اعتبر معظمهم أن هذه الخطوة هي فضيحة لتونس التي لا تعرف قيمة العلم والعلماء.

ومحمد الفاضل بن عاشور، أحد أهم علماء الدين الذين عرفتهم تونس في القرن العشرين (ولد في 16 أكتوبر 1909 – توفي في 20 أفريل 1970).

وتربى في أحد بيوت الدين والعلم، إذ كان والده محمد الطاهر بن عاشور من كبار العلماء في تونس. وبدأ حفظ القرآن الكريم وهو في الثالثة من عمره، ليتمه عندما بلغ التاسعة. كما حفظ بعض المُتُون في النحو ثم تعلم اللغة الفرنسية على أيدي معلمين خصوصيين. وفي سنة 1922 بدأ دراسة مبادئ القراءات والتوحيد والفقه والنحو، ثم التحق بجامع الزيتونة إلى أن أحرز على شهادة التطويع سنة 1928.

التحق الشيخ محمد الفاضل بن عاشور للتدريس بجامع الزيتونة سنة 1932 وارتقى سلم المدرسين الزيتونيين حتى سُمّي مدرسا من الطبقة الأولى. وبعد الاستقلال، أسندت إليه عمادة كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الزيتونة سنة 1961 واستمر بها إلى وفاته. كما اشتغل مناصب قضائية من بينها أنه ترأس المحكمة الشرعية العليا، وتولى منصب مفتي الجمهورية التونسية.

وكان الشيخ محمد الفاضل بن عاشور خطيباً مفوّهًا، يشد سامعيه إليه شدا، وقد برز خاصة في الأربعينات في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية وفي تنظيم الاحتفالات احتفاء بتأسيس جامعة الدول العربية، وقد جلب له هذا النشاط التقدير والاحترام والتأثير في الوسط الزيتوني وفي الساحة الوطنية. وترأس المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام التونسي للشغل والذي على ضوئه تأسست المنظمة.

وترأس الشيخ محمد الفاضل بن عاشور جمعية الخلدونية، وأراد أن يرتقي بالتعليم فيها من خلال تأسيس “معهد الحقوق العربي” و”معهد الفلسفة”، وعمل من أجل توجيه الطلبة التونسيين إلى المشرق العربي.

وسافر الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في مهمات علمية إلى خارج تونس، وألقى محاضرات عديدة في عدد من الجامعات الأجنبية من بينها جامعة السوربون بباريس، وجامعة إسطنبول في تركيا، وفي الهند وجامعة عليكرة في الهند، وجامعة الكويت. كما زار عدة بلدان من بينها الجزائر ومصر وسوريا ولبنان وإيطاليا وسويسرا والمغرب الأقصى وليبيا وألمانيا والنمسا واليونان ويوغسلافيا السابقة وبلغاريا…

ومن أهم المؤتمرات التي شارك فيها مؤتمرات المستشرقين بباريس، كما كان عضوا في المجمع اللغوي بالقاهرة، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضوا مراسلا بالمجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

ومن مؤلفاته :

* الحركة الأدبية والفكرية في تونس، الدار التونسية للنشر، تونس، ط3، 1983.

* أركان النهضة الأدبية في تونس، مكتبة النجاح، تونس1960.

* تراجم الأعلام، الدار التونسية للنشر، تونس 1970.

* المصطلح الفقهي في المذهب المالكي.

* أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي.

* التفسير ورجاله.

inbound1872884774435604532.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً