post

الأحزاب تدين ما يحدث في القدس ومؤسسات الدولة الرسمية تصمت تجاه الأقصى

تونس السبت 16 أفريل 2022

بعد أن كان يصف التطبيع بالخيانة العظمى وأن القضية الأولى ستبقى القضية الفلسطينية، صمت الرئيس قيس سعيد عما يحدث في القدس من اعتداءات ‏متلاحقة، وصمتت معه الحكومة وكل المؤسسات الرسمية للدولة، ولم يصدر أي بيان رسمي يندد بهذه الاعتداءات ويدينها باستثناء بيانات لأربعة أحزاب وهي النهضة والتيار والجمهوري وحزب العمال.

ورغم أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أجرى أمس الجمعة، محادثة هاتفية مع ملك الأردن، عبد الله الثاني ابن الحُسين، للاطمئنان على صحّته، إلا أنه لم يتطرق إلى ما يحدث في الأقصى باعتبار أن المقدسات في القدس تخضع للوصاية الهاشمية منذ العام 1924.

التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح والمقدّسات

وقالت حركة النهضة في بيان بخصوص أحداث اقتحام المسجد الأقصى "إزاء ما يقترفه المحتلّ الاسرائيلي بحقّ الفلسطينيين من قتل وتشريد وتهديم للبيوت وانتهاكات طالت الأرواح والمقدّسات وجاوزت كلّ مدى حيث أُطلق العنان للجيش والأمن الإسرائيليين لاستباحة حقوق المواطن الفلسطيني إلى حدّ قتل النّساء والاطفال والعجز بدم بارد في الشّوارع، ووفر المحتلّ تغطيّة سيّاسية كاملة للمستوطنين المتطرفين لاستباحة المقدّسات والسّعي إلى إقامة طقوس ما يسمّى بعيد الفصح داخل الحرم القدسي وتنجيسه بدماء القرابين في اعتداء صارخ على مقدّسات ومشاعر كلّ المسلمين كما سخّرت آلة الحرب الإسرائيليّة لشنّ حرب على مخيّم جنين بما بعيد للذاكرة مجازرَ أيلول الأسود ومجازر مخيّمات صبرا وشاتيلا وتلّ الزّعتر وغيرها من فظاعات الاحتلال الّتي راح ضحيّتها آلاف الفلسطينيّين.

وبعد اقتحام باحات المسجد الأقصى صبيحة الجمعة 15 أفريل 2022، والاعتداء على المصلين بالضرب والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي تمهيدا لدخول اليهود المتطرفين إلى المسجد الاقصى وتدنيسه باحتفالات عيد الفصح، فإنّ حركة النّهضة بتونس:

 - تحيي هبة الشعب الفلسطيني ونضالاته على درب تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال والتدنيس وإقامة دولته الحرة المستقلة على أرضه العربية.

- تستنكر بشدّة كلّ هذه الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين وخاصة استباحة المسجد الأقصى في شهر رمضان المعظم لما فيه من استفزاز متعمد لمشاعر المسلمين وتدعو الى مناصرة شعب فلسطين لاستعادة حقوقه المشروعة واقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف.

كما تدعو المنتظم الدولي إلى التدخل العاجل لإنقاذ الأرواح وفرض احترام المقدسات وعدم تدنيسها وإيقاف والاعتداءات بالقتل والاعتقال في حق المصلين ورواد المسجد الأقصى طبقا لمقررات الشرعية الدولية".

مواجهة محاولات طمس الهوية

من جهته، أصدر المكتب السياسي للتيار الديمقراطي بيانا أكد فيه متبعه بانشغال عميق الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الشعب الفلسطيني  ومقدساته.

وقال "يحي المكتب السياسي مواطني دولة فلسطين الشقيقة ومواطناتها وكفاح فصائلها المقاومة وقواها الحية في مواجهة محاولات طمس الهوية في المسجد الأقصى والضفة الغربية وقطاع غزة وكامل أرجاء فلسطين التاريخية".

كما أدان التيار الديمقراطي كل مسارات التطبيع مع العدو الصهيوني واعتبرها خيانة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ودعا التونسيات والتونسيين إلى تعبئة كل الامكانات لإسناد صمود الشعب الفلسطيني واحباط محاولات التفريط في حقوقه الشرعية.

اعتداء سافر على المقدسات

من جانبه، قال الحزب الجمهوري إن الشعب الفلسطيني يتعرض في الضفة وأراضي 48 إلى حملة إبادة من قبل قوات الاحتلال التي تستهدف المدنيين بالقتل والترويع والاعتداء السافر على المقدسات في محاولة لكسر إرادته في مقاومة الاحتلال والتحرر من نيره.

وأدان الحزب الجمهوري جرائم الاحتلال وقال في بيانه "يحي الحزب صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وينحني إجلالا أمام أرواح الشهداء الذين ارتقوا دفاعا عن الارض والمقدسات".

كما أدان صمت وتواطئ الانظمة العربية والاسلامية وانخراطها في مسارات التطبيع على حساب الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني .واعتبر أن المنتظم الدولي سقط مرة أخرى في إرساء نظام عالمي يقوم على أسس العدل والحرية واعتماده المعايير المزدوجة في التعاطي مع قضايا الشعوب حسب المصالح الاستراتيجية لقوى الهيمنة الدولية.

وطالب الحزب الجمهوري السلطات التونسية الى الخروج عن صمتها وإدانة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة وتصفية وترجمة الشعارات السياسية الى قرارات والتزام عملي بالانتصار للحق الفلسطيني في كل المحافل الدولية.

ودعا كل القوى الوطنية إلى تنسيق جهودها لتسيير الفعاليات الشعبية الداعمة للحق الفلسطيني والرافضة لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.

القدس تقاوم وتنادي والأنظمة العربية تُطبّع وتخون

وقال حزب العمال في بيان له "يتواصل الهجوم الصهيوني الإرهابي على الشعب الفلسطيني خاصة في مدينة القدس. إذ يتعرض المصلّون والسكان إلى القمع والملاحقة والمنع من التوجه إلى المسجد الأقصى الذي يتعرض إلى الحصار والعدوان والمنع من الدخول لأداء الشعائر الدينية".

وأضاف "امتدت أيادي جيش الاحتلال إلى فناء المسجد وعبثت بمحتوياته، علاوة على التهديد بذبح القرابين داخله بمناسبة أعياد دينية يهودية بما يمثل إمعانا في الاعتداء على الشعب الفلسطيني وعلى هويته وأرضه التي تتعرض للصهينة بخطوات متصاعدة لتغيير التركيبة الديمغرافية في القدس والضفة والنقب وغيرها من أرض فلسطين التاريخية".

وتابع البيان "يطال القمع والقهر الفلسطينيين المسيحيين بمنعهم ومضايقتهم من التوجه لكنيسة القيامة بمناسبة عيد الفصح. يتم كل ذلك أمام صمت وتواطؤ الأنظمة العربية دون استثناء سواء من المطبّعين الذين يريدون احتكار الصفة الدينية مثل "خادم الحرمين الشريفين" أو "رئيس لجنة القدس" ملك المغرب الذي تجاوز كل أنظمة الخيانة العربية في خضوعه لإرادة الكيان الصهيوني الغاصب".

ودعا حزب العمال كل الأحرار في تونس والوطن العربي والعالم إلى إعلاء الصوت وتنشيط كل أشكال التضامن والإسناد مع الشعب الفلسطيني الأعزل في نضاله العادل والمشروع ضد آلة الحرب الصهيونية، هذه الآلة الوحشية التي تتحرك طليقة الأيدي ومسنودة من أنظمة المنطقة وكبريات الدول والمؤسسات الإمبريالية. كما دعا شعب تونس وقواه الوطنية والشعبية إلى ضرورة توحيد الجهود من أجل سن قانون تجريم التطبيع مع العدو الصهيوني الذي يصرّ قيس سعيد على عدم إصداره، وفق نص البيان.

inbound4508272538383034793.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً