post

بعدما حذفت فيديوهات قتل شيرين أبو عاقلة ، مواقع التواصل ترفع شعار الحريات وتحظر المحتوى الفلسطيني

صحافة الإثنين 06 جوان 2022

لا تزال مواقع التواصل الاجتماعي تواصل حربها على المحتوى الفلسطيني، ضمن عملية تهدف إلى حجب هذا المحتوى، الذي يفضح سياسات الاحتلال القائمة على القتل وهدم المنازل وملاحقة المدنيين، في خطوة تكشف مدى التحيز الذي تمارسه هذه المواقع، خاصة وأنها تفتح صفحاتها لمنشورات وتغريدات وفيديوهات وصور لقادة اليمين المتطرف في إسرائيل، ومستوطنين متطرفين، لمهاجمة الفلسطينيين والتحريض ضدهم بالقتل والتهجير القسري.

وفي هذا السياق، وثق مركز “صدى سوشال” العديد من الانتهاكات التي وقعت بحق المحتوى الرقمي الفلسطيني، عبر منصات التواصل الاجتماعي خلال شهر ماي الماضي،

ورصد المركز أكثر من  132 انتهاكا، حيث تلقت الحسابات الفلسطينية عددا من البلاغات على أنها مخالفات لسياسات المحتوى، الذي تسبب بقيود على النشر والوصول وحظر النشر عند نشر الأخبار المتعلقة بفلسطين.

وقد وزعت الانتهاكات حسب إحصائية المركز الفلسطيني المختص على منصة “فيسبوك”، رصد72  انتهاكا، و “تويتر” 5 انتهاكات، و “إنستغرام”، الذي قام بإيقاف وتقييد 7 حسابات، وعلى تطبيق “واتساب”، الذي قيد 42 رقما يخص شبكات إخبارية وصحافيين ، و “تيك توك” 5 انتهاكات، وعلى تطبيق “كلوب هاوس” حساب واحد.

ورصد المركز انتهاكات بحق أكثر من 64 حسابا لصحافيين وشبكات إخبارية ونشطاء وقال إن ذلك يمثل أكثر من 48 %  من إجمالي انتهاكات المحتوى الرقمي خلال شهر مايو الماضي.

وفي خطوة مفاجئة وإمعانا في تقييد الوصول للمعلومات للمستخدم الفلسطيني، قامت “شركة ميتا” على منصة “فيسبوك” بتصنيف الأسير زكريا الزبيدي كـ “شخص خطير”،  وجهت تحذيرات للمستخدم الذي يبحث عن اسم الأسير على المنصة، كما قامت بتصنيف عدد من الشخصيات والمجموعات الفلسطينية بوصف “الأفراد أو المنظمات الخطيرة”.

وترافق ذلك مع قيام إسرائيليين في جامعة “بار ايلان” بجمع تواقيع لطرد الطالبة بيان مصاروة، من الجامعة بعد التحريض عليها على منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية منشورات لها على هذه الوسائل تتعلق بمخيم جنين واقتحامات الاحتلال للضفة الغربية.

وحسب “صدى سوشال” قامت “شركة ميتا” على منصة “فيسبوك” بحذف حسابات المتهمين بتنفيذ “عملية إلعاد” بالإضافة لحذف فيديوهات ومنشورات وحقائق تثبت جريمة الاحتلال الإسرائيلي بقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، والاعتداء على جنازتها.

كما تساوقت بشكل صريح مع “قانون فيسبوك” الذي أقره الكنيست الاسرائيلي بالقراءة الأولى والثانية ويقضي بإلزام المواقع الإعلامية، وشبكات التواصل الاجتماعي، بحذف المضامين بادعاء مكافحة “التحريض” و”الإرهاب” وعدم المساس بـ”أمن الدولة” وأمن الجمهور” و”أمن الفرد”.

ويهدف هذا القانون لفرض المزيد من القيود على الأصوات المناصرة للقضية الفلسطينية والرافضة للاحتلال عبر منصات التواصل الاجتماعي، الذي يمثل تهديدا خطيرا على الحقوق الرقمية الفلسطينية، ويعمل على إخفاء المضامين السياسية الناقدة للسلطات الإسرائيلية عبر الفضاء الرقمي وبالتالي المساهمة بالتغطية على جرائمها وعرقلة محاسبتها.

ولا تزال الصفحات الإخبارية الفلسطينية تعاني من التضييق والحظر ومنع من الخصائص، والذي يعيق عملها وانتشارها بالذات عند استعمال العديد من المصطلحات والأسماء المرتبطة بالحالة السياسية، والتي تصنف معظمها ضمن “خوارزمية الحظر”.

ورصد المركز خلال الشهر الفائت حظر العديد من المنشورات الإخبارية بسبب استعمال اسم “يحيى السنوار”، الذي ينم عن عدم مراعاة  لخصوصية القضية الفلسطينية واعتبار مجرد نقل الخبر هو تحريض على العنف والذي بدوره يعيق نشر المعلومات والأخبار.

وأكد مركز “صدى سوشال” استمرار مساعيه الحثيثة لرصد الانتهاكات بحق المحتوى الفلسطيني والعمل على متابعتها مع إدارة فيسبوك. وناشد مؤسسات المجتمع المدني أن تقف عند دورها بالدفاع عن الحقوق الرقمية الفلسطينية التي تنتهك يوميا ودون أي وجه حق.

وأكد أنه لا يزال يعمل على استعادة العديد من الحسابات التي تتعرض للحظر، مؤكدا على ضرورة الإبلاغ عن أي مساس بحرية النشر، وتقييد الاستخدام على فضاء الإنترنت في فلسطين، كما أكد على أهمية توثيق هذه الانتهاكات انطلاقا من أهمية الوجود على المنصات الرقمية ونقل الرواية الفلسطينية كباقي الموجودين حول العالم واحترام حرية التعبير والنشر كحق عالمي تضمنه كافة المواثيق الدولية.

يأتي ذلك في وقت تفتح فيه مواقع التواصل هذه أبوبها أمام قادة اليمين المتطرف وغلاة المستوطنين الذين يستخدمون عبارات عنصرية ويدعون خلالها لقتل وطرد الفلسطينيين، دون أن يخضعوا لنظام الرقابة الصارم الذي تمارسه إدارة المواقع على المحتوى الفلسطيني.

وفي آخر تقرير رصد لوسائل الإعلام العبرية، بما فيها مواقع التواصل، والذي تعده وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية “وفا”، أشار إلى قيام عضو الكنيست عن “حزب الليكود” آفي ديختر، بكتابة منشور عنصري على موقع “فيسبوك” جاء فيه “نفاق البعض من عرب إسرائيل، الذين يريدون التمتع بالأموال الإسرائيلية وفي الوقت ذاته التحريض ضد دولة إسرائيل والمس بنفوذها! من يرى بنفسه فلسطينيا سيتلقى منا كامل الدعم ليقطع تذكرة باتجاه واحد إلى غزة” .

وفي تغريدة على “تويتر” لعضو “الكنيست” المتطرف ايتمار بن غفير جاء فيها “انظروا ما يثير مشاعر هذا المخرب داعم الإرهاب أحمد الطيبي. إذا كان رفع علم فلسطين يثير بك مشاعر بدلا من علم إسرائيل، مدعو أنت وزملاؤك للانتقال إلى غزة على الفور”.

وكانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين قد طلبت الحكومة “مواجهة الخطر الكبير” الذي يتهدد الإعلام والرواية الفلسطينية، بسبب إدارات بعض مؤسسات الإعلام الرقمي مثل “فيسبوك”، و”واتس اب”، و”سناب شات”، و”يوتيوب”، وغيرها، ممن تخضع وتتساوق مع منظومة الاحتلال الإسرائيلي السياسية والأمنية في حجب المواقع الفلسطينية، بهدف المس بالمحتوى الفلسطيني للرواية الحقيقية التي ترصد بشاعة الاحتلال.

وأكدت أن التعاون الكبير بين إدارة “فيسبوك” تحديدا ومنظومة الاحتلال “وصل مرحلة متقدمة من الشراكة الاقتصادية عبر استثمارات كبيرة في شركات الذكاء الاصطناعي”، لافتة إلى أن هذا الأمر يتطلب مواجهة حقيقية لهذه الحرب السياسية والإعلامية والاقتصادية، التي تشن على القضية والشعب الفلسطيني.

لار.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً