post

تبعد عن الأرض قرابة 7 آلاف سنة ضوئية.. ما هي 'أعمدة الخلق' التي التقط تلسكوب 'جيمس ويب' صورتها؟

تكنولوجيا الخميس 20 أكتوبر 2022

التقط تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، صورا جديدة، بثتها "ناسا" بموقعها مساء أمس الأربعاء، وقالت إنها لما يسميه علماء الفلك Pillars of Creation أو "أعمدة الخلق" مجازا.

وتمكن "جيمس ويب" التابع لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" من التقاط صور جديدة لما يعرف بـ"أعمدة الخلق"، التي هي عبارة عن سحب من الغاز والغبار والنجوم. وكشفت الصور أعمدة من الغاز والغبار المحاطة بعدد لا يحصى من النجوم المتلألئة.

وكانت أول مرة ترصد فيها هذه الظاهرة الكونية في عام 1995، ثم في عام 2014، وكان ذلك عن طريق التلسكوب "هابل"، لكن الصور الجديدة تعد أكثر عرض تفصيلي لهذه الظاهرة المدهشة.

وكان مرصد "هابل" تمكن في عام 2014 من تصوير النجوم مشعة بلون أحمر زاه، لكن كاميرا "جيمس ويب" كانت أكثر تطورا، فتمكنت من رؤية الوميض المتوهج كما هي الفضاء.

وبفضل المرصد الجديد، لم تعد "أعمدة الخلق" السميكة والمغبرة ذات اللون البني معتمة كما في الماضي. وتبتعد "أعمدة الخلق" عن الأرض قرابة 7 آلاف سنة ضوئية.

وستساعد هذه الصورة الفلكيين في الوصول إلى تعدد أكثر دقة بالنسبة إلى النجوم المكتشفة حديثا، بالإضافة إلى كميات الغاز والغبار في المنطقة. ويعود ذلك لأن الغاز والغبار في هذه المنطقة تُشاهد متكتلة مع بعضها البعض، كما يمكن مشاهدة مجموعات من النجوم مغطاة بالغبار بشكل واضح.

وقال فريق مرصد "جيمس ويب" بفخر إن الصور الجديدة ستساعدهم في معرفة كيفية تشكل النجوم، بحسب صحيفة "يلي ميل" البريطانية. واستعان الفريق بكاميرا قريبة من الأشعة تحت الحمراء، القادرة على اكتشاف الضوء من أقدم النجوم والمجرات.

واعتمد التلسكوب على نطاق واسع من الأشعة تحت الحمراء لرؤية الزمن الماضي، وتم ذلك عن طريق تحليل الزمن الذي استغرقه الضوء للسفر عبر الفضاء. ورصد "جيمس ويب" خطوطا متموجة على حافة بعض الأعمدة، حيث هناك نجوم قيد التشكل في داخل الغبار والغاز.

وقال كبير مستشاري العلوم في وكالة الفضاء الأوروبية البروفيسور مارك ماكوغرين، لبي بي سي: "لقد كنت أدرس سديم النسر منذ منتصف التسعينيات، محاولا أن أرى 'داخل' الأعمدة الطويلة التي تمتد لسنوات ضوئية والتي أظهرها تلسكوب هابل، بحثا عن النجوم الشابة بداخلها". وأضاف "كنت أعرف دائما أنه عندما يلتقط جيمس ويب صورا للسديم، ستكون مذهلة، وهي كذلك بالفعل".

ويقول العلماء، إنك إذا تمكنت من نقل نفسك بطريقة سحرية ما إلى حيث "أعمدة الخلق" موجودة، فمن المحتمل جدا أن لا تراها على الإطلاق، لأن ما تراه بصورها الجديدة الآن، هو نظرة إليها عما كانت عليه في ماض استغرق الضوء 6500 عام ليصل إلى مرايا التلسكوب الراصدة ويصوّره كما كانت حاله في ذلك الزمن السحيق.

وفي الصور، القديمة من "هابل" أو الجديدة من "جيمس ويب" الذي كلف صنعه واطلاقه في ديسمبر الماضي 10 مليارات دولار، تظهر منطقة تتكون فيها نجوم جديدة من أشلاء نجوم قبلها انتهت على شكل أعمدة من الغاز، وهذه الأعمدة تتشكل في هيئة كرات وتلبدات خارجة من ظل عمود. وقد لا تصدق ما يؤكده العلماء، وهو أن حجم كل كرة من تلك التجمعات أكبر من المجموعة الشمسية بكاملها.

ويشار إلى أن التلسكوب جيمس ويب هو مشروع تعاوني لوكالات الفضاء الأمريكية والأوروبية والكندية. وأُطلق في ديسمبر الأول من العام الماضي ويعتبر خليفة تلسكوب هابل الفضائي.

عمد-الخلق.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً