post

عدم اليقين سيّد الموقف.. فمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية الفرنسية؟

العالم السبت 09 أفريل 2022

قبل ساعات من انطلاق الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، لا يزال عدم اليقين سيد الموقف، وبات المرشحون اليوم السبت، ملزمين بعدم الادلاء بأي تصريحات علنية حتى صدور نتائج اقتراع غدا الأحد الذي تبدو المنافسة محمومة فيه بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن.

وتفيد استطلاعات الرأي أن ماكرون ولوبن اللذين سبق أن تواجها في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في العام 2017، هما الأوفر حظا للتأهل مجددا الأحد مع أن زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلونشون يستفيد أيضا كما لوبن، من موجة تأييد جديدة.

وفي حال تكرار سيناريو العام 2017، أظهرت خمسة استطلاعات للرأي فوز الرئيس ماكرون في 24 أفريل بفارق ضئيل مع نتائج ترجح نيله نسبة أصوات تراوح بين 51 و54 %.

مقاطعة

وتبدو فرص المرشحين العشرة الآخرين محدودة جدا إلا أن عدم اليقين يتواصل، حيث أكد الخبير السياسي باسكال بيرينو أن "هذا الاقتراع هو الأول الذي تبلغ فيه نسبة الأشخاص المترددين أو الذين غيروا موقفهم هذا المستوى مع خمسين بالمئة تقريبا".

ولا يزال الغموض يلف نسبة المقاطعة لهذا الاقتراع الذي ستكون نتائجه موضع ترقب كبير في أوروبا وخارجها. ويخشى الكثير من الخبراء السياسيين أن يتخطى مستوى المقاطعة في الدورة الأولى النسبة القياسية المسجلة العام 2002 وقدرها 28,4% أي أن تكون أعلى بكثير من النسبة المسجلة العام 2017 والبالغة 22,2%.

حملة رسمية

وانطلقت الحملة الرسمية للانتخابات الرئاسية يوم 28 مارس الماضي على وقع الحرب الروسية على أوكرانيا. وكان المجلس الدستوري الفرنسي كشف في السابع من نفس الشهر القائمة النهائية والرسمية التي تشمل 12 مرشحا سيخوضون الانتخابات الرئاسية الفرنسية في جولتين في العاشر و24 أفريل الجاري.

وأثرت الحرب في أوكرانيا على الحملة التي انطلقت من دون حماسة لكنها انتعشت بعض الشيء في الأيام الأخيرة مع بروز فرضية احتمال فوز مارين لوبن التي ستكون أول امرأة وممثل لليمين المتطرف تصل إلى الرئاسة في حال فوزها.

ونجحت لوبن ابنة جان ماري لوبن ممثل اليمين المتطرف على مدى عقود في فرنسا، في إظهار حزبها بصورة أكثر اعتدالا مع شنها حملة مقنعة ركزتها على القدرة الشرائية التي يضعها المواطنون في أعلى سلم أولياتهم في حين يرتفع التضخم جراء الحرب في أوكرانيا.

القائمة النهائية

وجاءت القائمة النهائية نتيجة حصول المرشحين الـ12 على 500 توقيع الضرورية للمشاركة في الاقتراع، وحصل المرشحون على دعم مالي لحملاتهم الانتخابية بقيمة 200 ألف يورو.

ولم تضم القائمة النهائية للمرشحين أي مفاجآت أو جديد، باستثناء إريك زمور الذي يترشح لأول مرة، وحافظت أغلب الأسماء المعلنة على وجودها في القائمة مثل الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2017، التي فاز بها الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون بعد جولة ثانية جمعته مع مارين لوبان.

وتضم القائمة كل من: إيمانويل ماكرون، مارين لوبان، جان لوك ميلانشون، فاليري بيكريس، إريك زمور، يانيك جادو، فابيان روسل، نيكولا دوبون إينيان، آن هيدالغو، جان لاسال، فيليب بوتو، وناتالي آرتو.

صمت انتخابي

وبانتظار صدور النتائج الأحد عند الساعة 18:00 بتوقيت غرينيتش، يحظر منذ منتصف ليل الجمعة على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولن تنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات.

لكن يمكن لبعض المرشحين أن يظهروا اليوم السبت من خلال المشاركة في تظاهرات. وأعلن عن تنظيم "مسيرات من أجل المستقبل" في فرنسا بمبادرة من منظمات يسارية.

وكرس المرشحون الجمعة لمداخلات إعلامية محدودة أو زيارات قصيرة في محاولة أخيرة لإقناع الناخبين الفرنسيين البالغ عددهم 48,7 مليون شخص.

وقام إيمانويل ماكرون صباح الجمعة بزيارة قصيرة غير معلنة إلى سوق نويي سور سين عند أبواب باريس. وزارت لوبن من جهتها ناربون في جنوب فرنسا حيث قدمت نفسها على أنها مرشحة "فرنسا الهادئة".

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها الأحد عند الساعة الثامنة (السادسة ت غ). ونظرا لفرق الوقت، سيدلي الناخبين في مناطق ومقاطعات ما وراء البحار بأصواتهم اليوم السبت.

لمن سيصوت العرب والمهاجرون؟

وتوقع مراقبون بأن تذهب أصوات المهاجرين والعرب، من لهم حق التصويت في الانتخابات، إلى ماكرون، الذي يتسم بآراء أقل حدة عن منافسيه في ما يتعلق بقضايا الهجرة والأديان.

ووفقا للإحصائيات، فإن عدد سكان فرنسا من أصول مهاجرة، يصل إلى نحو 11.8 ملون نسمة، وهم يشكلون نسبة 19 بالمئة من إجمالي السكان في فرنسا، في حين تشير الإحصاءات إلى أن نسبة السكان المسلمين في فرنسا، قد تصل إلى 10 بالمئة من عدد السكان.

وتمثل أصوات المهاجرين بمن فيهم المسلمون، طوال الوقت، عاملا مهما في الانتخابات الفرنسية، خاصة في ظل ما تشير إليه التقارير من أن الأقليات المهاجرة في فرنسا، عادة ما تعزف عن الإدلاء بأصواتها في أي انتخابات، بفعل ما يعتبره البعض رد فعل على إحساسها بالتهميش من قبل المؤسسة الفرنسية. وكان العديد من أبناء الجالية العربية والإسلامية في فرنسا، منحوا أصواتهم لماكرون، في الانتخابات التي أوصلته إلى الإليزيه عام 2017.

inbound5056617910519507224.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً