post

كيف تعزّز الانتخابات المحلية الفلسطينية تحالف حماس والجبهة الشعبية؟

الشرق الأوسط الإثنين 21 مارس 2022

تشهد الانتخابات المحلية الفلسطينية، في مرحلتها الثانية المزمع تنظيمها السبت المقبل، تحالفاً بين حركة "حماس" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، لكنه هذه المرة أوسع وأشمل من التجربة التي ربطتهما ضمن "قائمة العزم"، التي ضمت مرشحين من الحركتين وحققت فوزاً كبيراً في انتخابات نقابة المهندسين التي جرت في الضفة الغربية في أوت الماضي.

وأظهرت المعطيات وجود نحو 25 قائمة تحالفية بين "حماس" و"الجبهة الشعبية" مرشحة في 50 هيئة محلية في الضفة الغربية، للمرحلة الثانية من الانتخابات المحلية، علماً أن 23 هيئة ترشحت في كل منها قائمة واحدة ستفوز بالتزكية.

ووفق معطيات نشرتها لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، فإن هناك 259 قائمة انتخابية، 81 منها حزبية (أي مسجلة على أنها تمثل حزباً سياسياً) و178 قائمة مستقلة، بإجمالي عدد مرشحين 2531 مرشحاً، بينهم 676 امرأة بنسبة 26.7 في المائة.

وتختلف المرحلة الثانية من الانتخابات المحلية عن الأولى التي أُجريت في 11 ديسمبر 2021، في أنها تشمل المجالس البلدية للمدن الرئيسية في الأراضي الفلسطينية مثل الخليل ونابلس ورام الله والبيرة وبيت لحم وجنين وطولكرم وغيرها.

 كما تشارك فيها الفصائل الفلسطينية، إما بشكل مباشر مثل حركة "فتح" والجبهتين الشعبية والديمقراطية وغيرها، أو غير مباشر مثل حركة "حماس". وعليه، من المتوقع أن ترتفع نسبة المشاركة في التصويت، وأن تشهد هذه الانتخابات منافسة جدية بين القوائم المرشحة، خصوصاً في المدن الرئيسية.

لا قوائم حزبية لحماس

ولم تتقدم حركة "حماس" بأي قائمة بصفتها الحزبية في أي من الهيئات المحلية التي ستُجرى فيها انتخابات المرحلة الثانية، ومع ذلك، يشارك الكثير من كوادر الحركة ضمن القوائم المستقلة، سواء بالتحالف مع مرشحين من فصائل أخرى، وتحديداً "الجبهة الشعبية"، أو مع مستقلين ومرشحي عائلات، أو كوادر مهنية وشخصيات وطنية وأكاديمية.

وتبرز التحالفات بين الحركتين في مدينة قلقيلية، شمالي الضفة الغربية، بقائمة "قلقيلية الأمل" المستقلة، وكذلك في مدينة البيرة الملاصقة لمدينة رام الله بقائمة "البيرة تجمعنا". وفي الخليل قائمة أخرى تضم لأول مرة في الضفة شخصيات محسوبة على "حماس" و"فتح" واليسار، والحال مشابه في نابلس بقائمة "العزم" ضمن تحالف شخصيات محسوبة على "الجبهة الشعبية"، إضافة إلى مستقلين.

متابعة وقلق

ويحظى التحالف بين "الجبهة الشعبية" و"حماس" في الضفة الغربية باهتمام متصاعد في الإعلام الإسرائيلي، الذي وصفه بأنه "منعطف سياسي خطير في الساحة الفلسطينية، سواء على وجود السلطة الفلسطينية أو على الاستقرار الأمني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة"، كما نشر مؤخرا الصحفي الإسرائيلي المتخصص في قضايا الشرق الأوسط إيهود يعاري.

وأضاف يعاري: "هذا المنعطف السياسي المهم يجرى تجاهله لدى الاحتلال الإسرائيلي، سواء بسبب نقص المعرفة أو عدم الاهتمام، والحديث عن اتفاق تحالف يتشكل لأول مرة بين حماس والجبهة الشعبية، وهو تحالف بين المسلمين المتدينين وأولئك الذين تعلموا الفكر الماركسي". واعتبر أن "هذه العملية تتسبّب بقدر كبير من الصداع للسلطة الفلسطينية وحركة فتح، لكن في هذه المرحلة يبدو أنهم عاجزون جداً عن إيقاف هذا الزفاف، الذي كان حتى وقت قريب يعتبر خيالياً ومستحيلاً".

وشدد على أن الشراكة بين "حماس" و"الشعبية" ستضرب "فتح" في قضيتين أساسيتين، الأولى شلّ منظمة التحرير، والثانية أن "الشعبية" بعد هذه الخطوة ستُشارك بشكلٍ فعالٍ في التظاهرات ضدّ السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وأيضاً التعاون بين "الشعبية" و"حماس" في إخراج عمليات فدائية ضد قوات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، وهو الأمر الذي يؤرّق المؤسسة الأمنية في تل أبيب، كما قال.

inbound2269209062231581911.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً