post

كيف كانت ردود الفعل العربية والغربية من "مسيرة الأعلام"؟

الشرق الأوسط الإثنين 30 ماي 2022

أدانت دول عربية وجهات دولية اقتحام مستوطنين للمسجد الأقصى، وحذّرت من مغبة الاستمرار في الانتهاكات الخطيرة بحق الأقصى.

وفيما أصدرت الأردن ومصر وقطر والجامعة العربية بيانات منددة بمسيرة الأعلام التي نفذها آلاف المستوطنين في القدس، فقد تجاهلت باقي الدول العربية الحدث الأبرز على صعيد محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض أمر واقع في القدس والمسجد الأقصى.

واقتحم أكثر من 1600 مستوطن المسجد الأقصى، أمس الأحد، في ما يسمى بـ"يوم القدس"، وشارك حوالي 25 ألف مستوطن في ما تسمى بـ"مسيرة الأعلام" التي اقتحمت بحماية قوات الاحتلال ساحة باب العامود والبلدة القديمة وصولا إلى حائط البراق.

وأدان أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إقدام "عدد من المتطرفين الإسرائيليين على اقتحام الأقصى". وأكد أبو الغيط، بحسب بيان لجامعة الدول العربية، أن هذا "التحرك يشكل انتهاكا جديدا للوضع القائم كما أنه يمثل استفزازا كبيرا للمشاعر العربية والإسلامية، ويمكن أن يترتب عليه إشعال الأوضاع في مدينة القدس ومناطق أخرى".

ونقل المستشار جمال رشدي، المتحدث باسم أبو الغيط مناشدته "للقوى المؤثرة عالميا والمجتمع الدولي عموما الضغط على إسرائيل لوقف هذه الاستفزازات التي تؤجج المشاعر الدينية، وتزيد من منسوب الاحتقان وتغذي دائرة العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن شأنها دفع الجميع إلى أتون مواجهات دينية لن تحمد عقباها".

وكانت قوات كبيرة من الاحتلال حولت القدس إلى ثكنة عسكرية وأبعدت الفلسطينيين بالقوة من ساحة باب العامود واعتدت عليهم، للسماح للمستوطنين بتنفيذ المسيرة.

مسيرة استفزازية

وأدان الأردن السماح لمتطرفين وأحد أعضاء الكنيست الإسرائيلية، باقتحام المسجد الأقصى المبارك، بحماية شرطة الاحتلال، وحذر من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة.

وحذرت وزارة الخارجية الأردنية من تفاقم الأوضاع في ضوء السماح بالمسيرة الاستفزازية والتصعيدية في القدس المحتلة. وأكدت أن اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية، تُعدّ انتهاكًا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي.

كما شددت على أن الحرم القُدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأنّ إدارة الأوقاف الأردنية هي الجهة القانونية المختصة حصرا بإدارة شؤون الحرم.

ورفع مئات الأردنيين الأعلام الفلسطينية بالقرب من سفارة الاحتلال الإسرائيلي وسط العاصمة عمّان. وأكد المشاركون في الفعالية التي أقيمت، مساء الأحد، قرب سفارة الاحتلال، تحت عنوان "مسيرة الغضب"، دعم صمود المرابطين والمرابطات في القدس وتصديهم لاعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين وما يسمى بـمسيرة الأعلام التي تشكل عدواناً صارخاً ضد القدس والمقدسات".

وردد المشاركون في الفعالية هتافات تندد بالاعتداءات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى، وتطالب المقاومة الفلسطينية بالتصدي لهذه الاعتداءات، وأخرى طالبت بإغلاق سفارة الاحتلال وإلغاء معاهدة وادي عربة.

من جهتها، أدانت الخارجية المصرية سماح سلطات الاحتلال الإسرائيلي باقتحام جماعات من المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ، إن المسجد الأقصى هو وقف إسلامي خالص للمسلمين، وشدد على ضرورة وقف أية انتهاكات تستهدف الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس وكافة مقدساتها وكذلك تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.

انتهاك صارخ

بدورها، أدانت الخارجية القطرية استفزازات المستوطنين في القدس. وقالت الخارجية في بيان إن ما جرى يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وامتدادا لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى والدفع بالتقسيم الزماني للمسجد، واستفزازا لمشاعر المسلمين في العالم.

وحذرت من أن استمرار الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية بحق المسجد الأقصى يكشف بوضوح رغبة الاحتلال في توجيه الصراع إلى حرب دينية. وشددت على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل لردع الاحتلال الإسرائيلي.

كما جددت الخارجية التركية مطالبتها إسرائيل باتخاذ تدابير تحافظ على الوضع الراهن للأماكن المقدسة في مدينة القدس، وعدم السماح لأي أعمال استفزازية. واعتبر بيان للوزارة، أمس الأحد، اقتحام عضو الكنيست (البرلمان) المتطرف إيتمار بن غفير ومجموعة من المتطرفين المسجد الأقصى تحت حماية الشرطة الإسرائيلية، انتهاكا صارخا للوضع القائم للمسجد الأقصى.

ومن جهتها، حذّرت الخارجية الإيرانية مما وصفته بـ"المغامرات الجديدة للكيان الصهيوني وأعماله الاستفزازية"، وقالت إن "انتهاك الكيان الصهيوني لحرمة المسجد الأقصى المبارك فعل خطير ومدان ومستنكر".

تجنّب العنف

ومن جهتها، دعت الأمم المتحدة، الأحد، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب العنف. وعبّر منسق الأمم المتحدة الخاص المعني بعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، عن قلقه للغاية بشأن ما وصفه بـ"دوامة العنف المتصاعدة التي أودت بحياة الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة".

ودعا وينسلاند جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واتخاذ قرارات حكيمة لتجنب صراع عنيف آخر لن يؤدي إلا إلى إزهاق المزيد من الأرواح.

وجاءت الدعوة الأممية، تزامنا مع انطلاق آلاف الإسرائيليين، في مسيرة الأعلام، من منطقة باب العامود، لإحياء الذكرى الـ55 لاحتلال مدينة القدس الشرقية.

وبدورها، قالت منظمة التعاون الإسلامي إنها تدين بشدة ما يسمى بمسيرة الأعلام العنصرية والاستفزازية في مدينة القدس المحتلة.

ومن جهتها، اعتبرت بعثة الاتحاد الأوروبي في القدس أن الهتافات العنصرية والانتهاكات الجسدية ضد الفلسطينيين خلال مسيرة الأعلام مثيرة للفزع.

تظاهرات في موريتانيا

وشارك مئات الموريتانيين مساء الأحد، في وقفة احتجاجية رفضا لمسيرة "الأعلام" التي نظمها مستوطنون في مدينة القدس المحتلة. وتم تنظيم هذه الوقفة أمام مقر ممثلية الأمم المتحدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ورفع المشاركون فيها، العلم الفلسطيني والموريتاني، ورددوا شعارات رافضة ومنددة بمسيرة الأعلام الإسرائيلية ولما يتعرض له المسجد الأقصى من اقتحامات واعتداءات متكررة.

ونظمت الوقفة الاحتجاجية "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة". وقال رئيس المبادرة هدو ولد الداه؛ إن الوقفة تأتي رفضا لاستفزازات المستوطنين في المسجد الأقصى ومدينة القدس.

وندد ولد الداه، على هامش الوقفة الاحتجاجية بما سماه الصمت العربي الرسمي، تجاه استفزازات الاحتلال، وطالب الشعوب بالتحرك للدفاع عن القدس والأقصى.

من جهته، دعا "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" (هيئة موريتانية غير حكومية) أطياف الشعب الموريتاني كافة، ومختلف تشكيلاته السياسية والفكرية إلى التحرك السريع نصرة للمرابطين في الأقصى، ومساندتهم في ظل الهجمة الصهيونية الحالية.

ودعا البيان، الأمة الاسلامية إلى استشعار الخطر المحدق بالقدس، والعمل بقوة من أجل حماية المسجد الأقصى المبارك، والوقوف في وجه المنظمات الصهيونية، وجهودها الرامية إلى هدم قبة الصخرة.

كما دعا أحرار العالم كافة، والهيئات الحقوقية الدولية إلى التحرك الفعال من أجل لجم الاحتلال الصهيوني عن جرائمه المتصاعدة تجاه الأقصى؛ لما له من مكانة دينية وتاريخية وحضارية.

وشهدت اقتحامات الأحد، تطورا خطيرا، حيث أدى عشرات المستوطنين صلوات تلمودية، تمددوا خلالها على الأرض في باحات الأقصى، فيما يعرف بالسجود الملحمي عند اليهود، ورفع آخرون الأعلام الإسرائيلية تحت حماية الشرطة، وذلك في خرق واضح للوضع الراهن.

والوضع الراهن (الستاتيكو) هو الوضع الذي ساد بالأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية أثناء الفترة العثمانية، واستمر خلال فترة الانتداب البريطاني لفلسطين والحكم الأردني، وحتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967، ومع ذلك تزعم إسرائيل، بشكل مستمر، أنها ملتزمة بعدم المساس بالوضع الراهن.

inbound2608852736168626346.jpg

من الممكن أن يعجبك أيضاً